عند الله عظيم الرزيّة، واشكره على حسن العطّية، أعظم الله على أمير المؤمنين أجرك، وأحسن على الخلافة عونك.
وحدثني حفص بن عمر عن الهيثم بن عديّ عن عوانة وابن عيّاش قالا: لمّا مات معاوية جاء عبد الله بن همّام السلولي أو غيره فقال: يا أمير المؤمنين أعظم الله أجرك في الخليفة، وبارك لك في الخلافة، ثمّ أنشد:
اصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقة … واشكر عطاء الذي بالملك أصفاكا
أصبحت لا رزء في الأقوام نعلمه … كما رزئت ولا عقبى كعقباكا
أعطيت طاعة أهل الأرض كلّهم … فأنت ترعاهم والله يرعاكا
وفي معاوية الباقي لنا خلف … إذا فقدت ولا نسمع بمنعاكا
قال أبو الدرداء العنبري يرثي معاوية:
ألا أنعى معاوية بن حرب … نعاه الحلّ والشهر الحرام
نعته الناعجات لكلّ حيّ … خواضع في الأزمّة كالسهام
فهاتيك النجوم وهنّ خرس … ينحن على معاوية الشآمي
قال أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي:
رمى المقدار نسوة آل حرب … بحادثة سمدن (١) لها سمودا
فردّ شعورهنّ السود بيضا … وردّ خدودهنّ البيض سودا
فإنّك لو سمعت بكاء هند … ورملة إذ يلطّمن الخدودا
بكيت بكاء موجعة بحزن … أصاب الدهر واحدها الفريدا
(١) - السمود: يكون حزنا وسرورا. القاموس.