اتّخذ حرسا؛ وولّى حرسه الضحّاك بن قيس، ثمّ ولاّه شرطه، وصيّر على حرسه يزيد بن الحرّ.
قال المدائني، قال معاوية للأحنف: من أعزّ أهل العراق؟ قال: بنو الحارث بن كعب: الربيع بن زياد على خراسان، وقطن بن عبد الله على أذربيجان، وشريك بن الأعور على فارس وكرمان، وكثير بن شهاب على الريّ، والسريّ بن وقّاص على أعمال الكوفة، وزياد بن النضر على أصبهان، فكتب معاوية إلى زياد: رأيت جلّ عمّالك بني الحارث بن كعب، فكتب إليه زياد: وجدت فيهم خلّتين لو كانتا في الزّنج لوليّتهم، معهما الأمانة والكفاية.
وقال المدائني عن جويرية بن أسماء: كتب مروان إلى معاوية يسأله تولية عبد الملك بن مروان ديوان المدينة ففعل، فكان عليه إلى آخر أيّام يزيد.
المدائني عن جعفر بن سليمان الضبعي قال: ذكر محمّد بن مسلمة الأنصاري عند معاوية قتل كعب بن الأشرف اليهودي، فقال يهوديّ كان عند معاوية: غدر به، فقال محمّد: يا معاوية أتمسك عنه وقد نسب رسول الله ﷺ إلى الغدر؟ فقال لليهودي: اخرج عنّا، وطلبه محمّد فلم يقدر عليه، وقال لمعاوية: والله لاكلّمتك أبدا ولأقتلنّ اليهودي إن قدرت عليه.
المدائني قال: كتب عبد الله بن الزبير إلى معاوية: إنك كنت أذنت لي في سفينة من الجار (١)، فكان لنا في ذلك مرفق، وقد قطعت ذلك، فإن
(١) - بهامش الأصل: «الجار اسم موضع»، والجار مرسى أهل المدينة. معجم البلدان.