وحدثني هشام بن عمّار عن إسماعيل بن عيّاش أبي عتبة عن صفوان بن عمرو أنّ عبد الملك مرّ بقبر معاوية فوقف عليه فترحم، فقال له رجل من قريش: قبر من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: قبر رجل كان والله ما علمته ينطق عن علم ويسكت عن حلم، إذا أعطى أغنى وإذا حارب أفنى، ثمّ عجّل له الدهر ما أخره لغيره ممّن بعده، هذا قبر أبي عبد الرحمن معاوية يرحمه الله.
ووجدت في كتاب لعبد الله بن صالح العجلي: ولّى معاوية المدينة مروان بن الحكم ثمّ عزله وولّى سعيد بن العاص، ثم رد مروان ثمّ عزله وولّى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان. وولّى معاوية مكّة عتبة بن أبي سفيان ثمّ عزله، وولّى خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي ثمّ عزله، وولّى عنبسة بن أبي سفيان وضم إليه الطائف، فلم يزل عليها حتّى مات في سنة ثمان وأربعين، فضمّ مكّة إلى مروان أشهرا، ثم عزله وولّى سعيد بن العاص المدينة ومكّة والطائف، فولّى سعيد ابنه عمرا الأشدق مكّة والطائف، فاشتدّ عليهم وعسفهم، فشكاه عبد الله بن صفوان بن أميّة، فعزل معاوية سعيدا عن عمله وولّى مروان المدينة ومكّة، فقال ابن صفوان لعمرو بن سعيد: الحمد لله الذي عزلك عن رقاب قريش، فقال: عزلني عن رقبتك ووضعني على رأسك، ثمّ عزل مروان وولّى الوليد بن عتبة المدينة ومكّة.
وقال أبو الحسن المدائني: كان كاتب معاوية سرجون مولاه، وكان على شرطه يزيد بن الحرّ العبسي، ثمّ زمل بن عمرو؛ وكان معاوية أوّل من