عبيد، كان ساقه في مهرها، فولدت له زيادا على فراشه، وتزوّج عتبة بن غزوان أحد بني مازن بن منصور أزدة بنت الحارث بن كلدة، فلمّا ولاّه عمر بن الخطّاب البصرة قدمها ومعه نافع بن الحارث بن كلدة، ونفيع أبو بكرة، وزياد، وهو يومئذ ينسب إلى عبيد فيقال له زياد بن عبيد، وكان له فهم وذكاء وفطنة، ولم يكن مع عتبة بن غزوان من يكتب ويحسب كتاب زياد وحسابه، فلمّا فتح الله على المسلمين ما فتح على يد عتبة ولاّه قسمة الغنائم، وأمره فكتب له كتابا إلى عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه بالفتح، ثمّ ولّى عمر المغيرة بن شعبة البصرة بعد عتبة بن غزوان، فكان زياد كاتبه، ثمّ لم يزل في علوّ يدبّر أمر كلّ عامل يكون على البصرة ويكتب له، فلمّا ولي أبو موسى البصرة استكتبه، ثمّ خرج غازيا فاستخلفه على البصرة، فبلغ ذلك عمر فكتب إلى أبي موسى: بلغني أنّك استخلفت على البصرة غلاما حديث السنّ ليس له قدم ولا هجرة ولا تجربة، فإذا أتاك كتابي فأشخصه إليّ، فلمّا قرأ أبو موسى الكتاب بعث بزياد إليه، فكلّمه عمر وسأله فردّ عليه ردّ فهم عاقل، فقال له عمر: أتخبر الناس بما أخبرتني؟ فقال: إذا أخبرتك أنت فالناس عليّ أهون، فخرج عمر آخذا بيده وهو يقول: هذا ممّن يرفع الله به خسيسة أهله، فقال زياد: أيّها الناس أنفقنا في عام كذا كذا وبقي كذا، وفي عام كذا كذا وبقي كذا، فتعجّب الناس من حفظه وعقله؛ ثمّ أمر له عمر بألف درهم، فاستأذن على عمر في بعض الأيّام فبعث إليه: انتظر أخرج إليك، فغلبته عينه فنام وعليه خفّان جديدان، فلمّا رآه عمر علاه بالدرّة، فلمّا انتبه قال: إنّما أخذته بدرهم واحد، فقال عمر: فلا بأس إذا، وعجب من فطنته، فأمره عمر أن يكتب