للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني المدائني قال: أسلم زياد بالطائف وهو ابن خمس سنين في كتّاب جبير بن حية الثقفي، فحفظ له زياد ذلك وولاه اصبهان، وكان يكنى أبا فرتنا.

وزعم أبو اليقظان عن آل زياد أنّ زيادا لأبي سفيان، وأمّه أسماء بنت الأعور من بني تميم ثمّ من بني عبشمش، وذلك باطل.

قالوا: ووقع بين زياد وأبي الأسود حين ولّى ابن عبّاس أبا الأسود الصلاة وولّى زيادا الخراج تدارؤا فقال أبو الأسود:

رأيت زيادا باديا لي شرّه … وأعرض عنه وهو باد مقاتله

وكنت امرءا بالدهر والناس عالما … له عادة قامت عليها شمائله

تعوّدها فيما مضى من شبابه … كذلك يدعو كلّ أمر اوائله

ويعجبه صفحي له وتحمّلي … وذو الجهل يجزي الفحش من لا يعاجله (١)

في أبيات؛ وقال أيضا:

نبّئت أنّ زيادا ظلّ يشتمني … والقول يكتب عند الله والعمل

وقد لقيت زيادا ثمّ قلت له … وقبل ذلك ما جاءت به الرسل

حتّام تشتمني في كلّ مجتمع … حتّى إذا ما التقينا ظلت تنتقل (٢)

وقال أبو الأسود الدؤلي أيضا:

ألا أبلغا عنّي زيادا رسالة … تخبّ إليه حيث كان من الأرض

فما لك تلقاني إذا ما لقيتني … وتصرف عنّي طرف عينك كالمغضي (٣)


(١) - ديوان أبي الأسود ص ٢١٦ - ٢١٧.
(٢) - ديوان أبي الأسود ص ٢١٨.
(٣) - ديوان أبي الأسود ص ٢٤٥ مع فوارق.