للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني عن جرير بن حازم قال: كان زياد بن سميّة أول من أخذ بالظنّة وعاقب على الشبهة وأخاف الناس في سلطانه، فلمّا قدم الحجّاج سأل عن سيرته فأخذ بشدّته وترك لينه.

قال: وكان زياد قد آمن الناس حتّى إنّ الشيء ليسقط من الرجل فلا يعرض له أحد حتّى يأتي صاحبه فيأخذه، وتبيت المرأة لا تغلق عليها بابها، وأدرّ العطاء، فقال حارثة بن بدر الغداني:

ألا من مبلغ عنّي زيادا … فنعم أخو الخليفة والأمير

وأنت إمام معدلة وقصد … وحزم حين تحضرك الأمور

أخوك خليفة الله ابن حرب … وأنت وزيره نعم الوزير

بإذن الله منصور معان … إذا جار الرعيّة لا تجور

يدرّ على يديك لما أرادوا … من الدنيا لهم حلب غزير

وتقسم بالسواء فلا غنيّ … بظلم يشتكيك ولا فقير

ولمّا قام سيف الله فينا … زياد قام أبلج مستنير

قويّ لا من الأحداث غرّ … ولا ضرع ولا فان كبير

قالوا: واستعمل زياد على شرطته بالبصرة عبد الله بن حصن صاحب مقبرة ابن حصن، وهو أحد بني ثعلبة بن يربوع، والجعد بن قيس صاحب طاق الجعد السّلمي، وكانا جميعا يسيران بين يديه بالحربة، ثمّ اقتصر على عبد الله بن حصن فحمل الحربة بين يديه، وولّى الجعد أمر الفسّاق فكان يتبعهم، وفيه يقول جرير:

إليك إليك يا جعد بن قيس … فإنّك لست من حيّي نزار (١)


(١) - ديوان جرير ص ١٧٣.