للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني قال: نهى زياد عن النوح، فبكت امرأة على بعض أهلها فأتوا زيادا بها فقالت: ما عندي نساء، وإنّما بكيت إخوتي فجهرت بالبكاء، فقال:

وما قلت؟ قالت قلت:

ألا زعموا أنّي جزعت عليهما … وهل جزع أن قلت وابائي هما

إذ افتقرا لم يجشعا خشية الرّدى … ولم يخش رزءا منهما مولياهما

وإن غنيا حبّ الصديق إليهما … ولم يزو عن رفد الصديق غناهما

المدائني عن الهذلي ومسلمة أنّ بني عجل تحوّلوا إلى الكوفة أيام الجمل، فنزلت الأزد دورهم، فقال رجل من بني عجل:

لعمري لقد بدّلتم من فوارس … سراع إلى الهيجا بطاء عن الجهل

وكان رجل من بني عجل باع دارا لبني أخيه، وكانوا أيتاما، فلمّا غلت الدور بالبصرة خاصم العجليّ بنو أخيه إلى شريح، فردّ البيع، فأتى الرجل زيادا فأخبره بقصّته وقال: خاصموني حين كثرت أثمان الدور وغلت، فقال زياد لبني أخي الرجل: أتحلفون أنّ الدور لو كانت على حالها في الرخص لم تخاصموا عمّكم، ولم تحاولوا نقض بيعه فلم يحلفوا، فقال: إنّ عمّكم لم يبع إلا نظرا لكم، فأنا أجيز بيعه.

المدائني عن إسماعيل الباهلي عن ابن عون عن إبراهيم قال: أمر رجل بالكوفة عبدا لرجل أن يشجّه حتّى يستحقّه، فشجّه فتعلّق به وخاصم مولاه إلى زياد، فأخبره مولى العبد بالقصّة، وأعطى زياد مولى العبد قيمته، وقطع العبد ودفعه إلى المشجوج.