للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاضربوا عنقه، فغرّم له أربعين ألف درهم، وقال لو جئتني برأسه كان أحبّ إليّ من المال.

المدائني عن مسلمة وغيره قالوا: بنى زياد دار الرزق ثمّ زاد فيها عبيد الله ابنه بعد، وكان عامل زياد على دار الرزق عبد الله بن الحارث بن نوفل ثم روّاد بن أبي بكرة، وكان الجعد بن قيس النمري على السوق، وكان زياد يجلس في كلّ يوم جمعة، فيسأل رسل عمّاله عن بلادهم وينظر فيما قدموا له وفي أمر الأموال والنفقات، ثمّ يأتيه عمّاله على دار الرزق والكلاء والسوق فيسألهم عمّا ورد دار الرزق، وعن الأسعار والأخبار وما يحتاجون إليه من مصالحهم.

حدثني العمر عن الهيثم بن عدي قال: كتب معاوية إلى زياد في أمر من الأمور يكرهه الناس، فقال زياد: إن شاء معاوية أن يعصى عصي، وأغلظ للرسول وردّه أعنف ردّ، فلمّا قدم على معاوية قال له: أنا أخبرك بما كان، دخلت على ألين الناس جانبا وأغلظهم كلاما، قال: والله ما أخطأت.

وقال الهيثم: حدثنا المجالد بن سعيد عن الشعبي قال: كتب زياد إلى معاوية: إن رأى أمير المؤمنين أن يكتب إليّ بسيرة أسيرها في العرب، فكتب إليه معاوية: يا أبا المغيرة قد كنت لهذا منك منتظرا، انظر أهل اليمن فأكرمهم في العلانية وأهنهم في السرّ، وانظر هذا الحيّ من ربيعة فأكرم أشرافهم وأهن سفلتهم، فإنّ السفلة تبع للأشراف، فأمّا هذا الحيّ من مضر فإنّ فيهم فظاظة وغلظة، فاحمل بعضهم على رقاب بعض، ولا ترض بالظنّ دون اليقين، وبالقول دون الفعل، واترك الأمور بينك وبين الناس على أشدّها، والسّلام.