للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال زياد: قد بلغني عنكم أمر كرهته لكم ولمن كان مثلكم في موضعكم وشرفكم وجلدكم، أتدعان أن يكون حدكم على عدوكم وعدوّ الإسلام وتجعلان ذلك في أهل دعوتكم؟! فانتفوا من ذلك وجحدوه، فقال زياد لا بني رميلة: قد قبلت قولكما وصدقتكما، وعرض عليهما الفريضة وضمّنهما ما يليهما، فقال الأشهب.

تداركني أسباب ورد وردّني … زياد كما ردّ الجموح الشكائم

ولو أنّني أجمعت إذ أنا محرم … فرارا ونت دوني العتاق الرّوائم

إذا لاتّخذت الليل في الأرض جنّة … وبيني وبين الليل أبيض صارم

وقال زياد: واحدة من رأيتموها فيه لم يخطئ أن يكون ضعيفا: من إذا مشى حرك رأسه وعنقه وكثر التفاته.

وقال: يعجبني من الرجل إذا سمع قولا فيه عليه ضيم أن يقول:

لا بملء فيه، وإذا أتى مجلس قوم عرف قدره وعلم أين ينبغي له أن يجلس منه، وإذا ركب دابّة حملها على ما يريد ولم تحمله على ما تريد وقلّ من رأيته كذا إلا كان مبرّزا.

وقال زياد لأبي الأسود الدولي: لولا ضعفك وسنّك لولّيتك، فقال:

لعمري لئن كنت تريد منّي مصارعة أهل عملي إنّي لضعيف عن ذلك، وإن كنت تريد منّي ما تريد من غيري من عمّالك إنّي لقويّ عليه.

المدائني قال: مرّ رجل من الدّهاقين بخمر فأتي به زياد فقال: ينبغي أن يكون أراد التوصّل إليّ فأقدم على حمل الخمر وإدخاله البصرة بعد نهيي عن ذلك، فدعا به، فأخبر أنّ رجلا عقر نخلا له، فوجّه من أغرم الرجل لكلّ نخلة ألف درهم، وقال: ان لم يعطه هذا المال بعد ثلاث ساعات