للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحرمازي: أتي زياد بفتية من بني قيس بن ثعلبة قد شربوا خمرا، وعنده عمرو بن معتق اليشكري، فأمر بضربهم فقال عمرو: أروني هذا الشراب، فإنّي قد شربت الخمر في الجاهليّة والطلا في الإسلام، فشرب جرعة منه وقال: طلا جيّد، فخلّى عنهم زياد، فقيل لعمرو: شربت الخمر؟! فقال: أولا أدرأ الحدّ عن فتية من بني بكر بن وائل بجرعة أجرعها.

حدثني العمري عن الهيثم بن عدّي عن ابن عيّاش عن الشعبي قال:

أتى عامر بن مسعود زيادا بأبي علاقة التميمي فقال: أصلح الله الأمير. إنّه هجاني فقال:

وكيف أرجّي بعد يومي نماءها … وقد سار فيها خصية الكلب عامر

فقال أبو علاقة: لم أقل هكذا، ولكنّي قلت:

وإنّي لأرجو بعد يومي نماءها … وقد سار فيها يأخذ الحقّ عامر

فقال زياد: قاتل الله الشعراء يقلّبون ألسنتهم كما يريدون، والله لولا أن تكون سنّة يقتدى بها لقطعت لسانه، فقام قيس بن قهد الأنصاري فقال: أصلح الله الأمير، أحدّثك بما سمعت من عمر بن الخطّاب، شهدته وأتاه الزبرقان بن بدر بالحطيئة العبسي فقال له: هجاني، فقال: وما قال لك؟ قال:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها … واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي (١)


(١) - ديوان الحطيئة - ط. دار صادر بيروت ص ١٠٨.