ألوم ابن لؤم ما عدا بك حاسرا … إلى بطل ذي جرأة وشكيم
معاود ضرب الدّارعين بسيفه … على الهام عند الروع غير لئيم
حسبت ابن برصاء العجان قتاله … قتالك زيدا عند دار حكيم
وكان قتل رجلا بالكوفة عند دار حكيم، وكان ذلك أوّل سيف ضرب به بالكوفة في الاختلاف بين الناس. وخرج قيس بن قهدان الكندي ثم البديّ على حمار له وهو يقول:
يا قوم حجر دافعوا وصاولوا … وعن أخيكم ساعة فقاتلوا
لا يلفين منكم لحجر خاذل … أليس فيكم رامح ونابل
وفارس مستلئم أو راجل … وضارب بالسيف لا يواكل
فلم يجبه من كندة أحد، ثمّ عطف عدّة من كندة منهم عمير بن يزيد أبو العمرّطة وقيس بن يزيد أخوه، وهو الذي يقول فيه ابن همّام السلولي:
وقيس كندة قد طالت إمارته … في سرّة الأرض بين السهل والجبل
وعبد الرحمن بن محرز بن مرّة الكندي ثم الطمحي وقيس بن سميّ الكندي ثم البديّ وعبيدة بن عمرو البدّيّ الشاعر، فقاتلوا ساعة.
قالوا: ووجّه زياد أشراف أهل الكوفة من مضر ومذحج وهمدان إلى حجر ليأتوا به، وفرق بين مضر واليمن لئلا يختلفوا.
وقال الهيثم بن عديّ: أرسل زياد حين قوتل أصحابه إلى عديّ بن حاتم وخريم بن أوس بن حارثة بن لام، وسعيد بن قيس الهمداني، وهانئ بن عروة المرادي وزياد بن النضر الحارثي، وشريح بن هانئ، وكثير بن شهاب الحارثي، ووائل بن حجر الحضرمي، وثابت بن قيس النخعي، وجماعة غيرهم من وجوه اليمانية فقال: هذا عن ملأ منكم؟