للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأتوا زيادا فقال: مهيم؟ قال عديّ: أيّها الأمير استذمّه فإنّ له سنّا، فقال:

لست لأبي سفيان إذا، ثم أرسل إليه الشّرّط فقوتلوا.

قال أبو مخنف: لمّا حال أصحاب حجر بينه وبين رسل زياد، أمر الهيثم بن شدّاد أن يأتيه به، فلمّا صار إليه قال أصحابه: لا ولا نعمة عين، لانجيبه، فشدّ الهيثم ومن معه عليهم بعمد السوق، فضرب رجل من حمراء الديلم يقال له بكر بن عبيد رأس عمرو بن الحمق الخزاعي - ويقال: بل ضربه رجل من الأزد يقال له عبد الله بن مرغد - فحمل إلى أهله، وشدّ عبد الله بن خليفة الطائي وهو يقول:

قد علمت يوم الهياج طلّتي (١) … أنّي إذا ما فئتي تولّت

أو كثرت أعداؤها وقلّت … أنّي قتّال لكلّ ثلّة

وضرب رجلا من جذام كان في الشّرط، وضربت يد عائذ بن حملة وكسر نابه فقال:

إن يكسروا نابي ويحطم ساعدي … فإنّي امرؤ في سورة المجد صاعد

وحمى حجرا أصحابه حتّى خرج، وبغلته موقوفة، فحمله أبو العمرّطة عمير بن يزيد الكندي عليها فركبها، وشدّ يزيد بن طريف المسلي على أبي العمرّطة فضربه، واختلج (٢) أبو العمرّطة سيفه فضربه به على رأسه، فخرّ لوجهه ثمّ برئ بعد، وله يقول عبد الله بن همّام السلولي:


(١) - الطلة: الزوجة. القاموس.
(٢) - خلج: جذب، وانتزع، وحرك، وطعن. القاموس.