الذين شهدوا عليهم، فقالت: ويحك أفلا تثّبتّ، فما كان يؤمنك أن أكمن لك رجلا يقتلك بمن قتلت من الصالحين؟ قال: إنّما دخلت بيت الأمن والأمان وقد قيّد الإسلام القتل. ثمّ لم يعد إليها.
حدثنا سعدويه عن هشيم عن عوّام بن حوشب قال: حدّثنا عن عائشة أنّها قالت: لولا أنّا لم ننو لامر الا غلبنا عليه سفهاؤنا لكان لي ولمعاوية في قتل حجر وأصحابه حال.
حدثني عمر بن شبّة حدثنا أبو عاصم النبيل عن ابن عون عن عمّه قال: بلغ أمّ المؤمنين أنّ معاوية قتل حجرا، فجاء يستأذن عليها فمنعته، فلم يزل حتّى دخل، فقالت: أنت صاحب حجر؟! فقال: لم يكن عندي من يمنعني.
قال ابن عون: وأنبأنا نافع قال: بلغ ابن عمر قتله وإنّه لمحتب في السوق، فأطلق حبوته ومضى، فسمعت نحيبه.
وحدثني بكر بن الهيثم حدثني عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أنّ عائشة قالت لمعاوية، ودخل عليها بالمدينة: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «يقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله وأهل السماء من قتلهم».
وحدثني بكر عن عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال:
لمّا قتل حجر بن الأدبر وأصحابه، ومعاوية بن حديج بإفريقية، بلغه قتله فقام في أصحابه فقال: يا اشقّائي في الرحم، وأصحابي في السفر، وجيرتي في الحضر، نقاتل لقريش في الملك حتى إذا استقام لهم قتلونا.