رحمها الله يستأذن فلم تأذن له، فلم يزل بها ذكوان غلامها حتّى أذنت له، فذكرت أمر حجر فقال: خشيت فتنة فكان قتله خيرا من حرب تهراق فيها الدماء وتستحلّ المحارم، فدعيني يفعل الله بي ما يشاء، فقالت: ندعك والله، ندعك والله.
حدثني عمرو بن محمّد حدثنا عفّان حدثنا حمّاد بن سلمة أنبأنا عليّ بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيّب يقول: دخل معاوية على عائشة فقالت:
ويحك فعلت وفعلت، وقتلت بعد ذلك حجرا وأصحابه، أما خفت أن أقعد لك رجلا يقتلك؟ قال:[ما] كنت لتفعلي فأنا في بيت أمان، وقد سمعت رسول الله ﷺ يقول:«قيّد الإسلام القتل»(١)؛ كيف أنا في حوائجك وما بيني وبينك؟ قالت: صلح، قال: فدعينا وإيّاهم حتّى نلقى ربّنا.
حدثني شيبان بن فرّوخ عن عثمان البرّي قال: كان الحسن إذا ذكر معاوية قال: ويل معاوية من حجر وأصحاب حجر، يا ويله.
المدائني قال: لمّا بلغ عائشة أخذ حجر وحمل زياد إيّاه وجّهت إلى معاوية عبد الرحمن بن الحارث بن هشام في أمره، فقدم عليه وقد قتله وأصحابه، فقال له: أين كان حلمك وحلم أبي سفيان؟ فقال: غاب عنّي مثلك من حلّماء قومي، وحملني ابن سميّة فاحتملت.
حدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرزّاق عن معمر عن الكلبي وقتادة قالا: قالت عائشة رضي الله تعالى عنها، وقد دخل عليها معاوية حين حجّ:
ويحك أقتلت حجرا وأصحابه بكتاب زياد؟! فقال: إنّي لم أقتلهم، إنّما قتلهم
(١) - في كنز العمال ج ١ ص ٦٩٦،٤٠٥ الايمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن.