للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني العمري عن الهيثم عن أبي جناب قال: لم يبعث معاوية إلى حجر وأصحابه بأكفان، ولكن عشائرهم جاؤوا بأكفان فكفنوهم فيها ودفنوهم.

وحدثني أبو فراس الشامي عن هشام بن الكلبي عن أبيه أنّ مسروقا قال: قالت عائشة حين قتل حجر: لو علم معاوية أنّ عند أهل الكوفة منعة وغيرا ما اجترأ على قتل حجر وأصحابه، ولكنّ ابن آكلة الأكباد علم أنّ الناس قد ذهبوا، لله درّ لبيد حين يقول:

ذهب الذين يعاش في أكنافهم … وبقيت في خلف كجلد الأجرب (١)

قالوا: وبعث معاوية رجلا وقال له: امض حتى تجلس إلى الحسين وتنعي حجرا، وانظر ما يقول، فقال له الرجل: إن معاوية قتل حجرا [وأصحابه] قال: ثم صنع ماذا؟ قال: كفنهم ودفنهم، فقال: خصموه ورب الكعبة، ثم ترحم على حجر.

قالوا: وبعثت عائشة عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى معاوية ليسأله الصفح عن حجر وأصحابه، فوجده قد قتلهم، فقال له: أقتلت حجرا! فقال: إنّه خلع يدا من الطاعة وفارق الجماعة وفعل وفعل، فقال له: وأين كان حلمك وأحلام بني حرب عنك؟ قال: غابت عنّي حين غاب عني مثلك من حلماء قومي.

حدّثنا أبو عبد الرحمن الجعفيّ مشكدانة عن عبد الله بن المبارك عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن أبي مليكة أنّ معاوية لما حجّ أتى باب عائشة


(١) - شرح ديوان لبيد - ط. الكويت ١٩٨٤ ص ١٥٣.