للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الموصل والجزيرة - ويقال على الموصل وأعمالها ومعها شهرزور - فلمّا رأى عمرو بن الحمق عرفه فحبسه، وكتب إلى خاله معاوية بظفره به، فكتب معاوية إليه: إنّه يزعم أنّه طعن عثمان تسع طعنات، وإنّا لا نريد أن نعتدي عليه، فاطعنه تسع طعنات كما طعن عثمان، فأخرج فطعن تسعا مات في الأولى منهنّ أو الثانية، ثمّ احتزّ رأسه وبعث به إلى معاوية، فهو أوّل رأس بعث به إلى معاوية؛ ويقال إنّه اتّخذت له مشاقص فطعن بها كما فعل بعثمان؛ فإنّه قعد على صدره ووجأه بمشاقص كانت معه تسع وجآت مات في اثنتين منها؛ وقال ابن الكلبي عن أبيه: قتله ابن أمّ الحكم في عمل الجزيرة.

وقال الهيثم بن عديّ: هرب عمرو بن الحمق إلى الموصل وعليها ابن أمّ الحكم، فصار إلى غار في جبل، فعثر عليه وأخبر عبد الرحمن بن أمّ الحكم بمكانه، فبعث إليه خيلا فدخل أقصى الغار فنهشته حيّة فقتلته وأخذ رأسه فحمل إلى زياد، فحمله زياد إلى معاوية، فكان أوّل رأس حمل في الإسلام من بلد إلى بلد.

حدثنا محمّد بن الصبّاح عن شريك عن أبي اسحاق قال: أوّل رأس أهدي في الإسلام رأس عمرو بن الحمق أهدي إلى معاوية.

وروي أنّ ابن الحمق أتى اذربيجان فنزل على رجل من بجيلة فمات عنده، فاحتزّ رأسه فأتى به ابن أمّ الحكم، فبعث به إلى معاوية، فنصبه للناس، ثمّ بعث به إلى امرأته آمنة بنت سويد وكانت محبوسة عند معاوية، فقالت: لقد نفيتموه طويلا وأهديتموه قتيلا، فمرحبا به من هديّة غير مقليّة؛ ونفاها إلى حمص فماتت بحمص.