للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا خلف بن هشام حدثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال قال: ولّى زياد أبا بردة بعض الصدقة فقال: انّى أنزل نفسي وإيّاك في المال بمنزلة وليّ اليتيم، من كان غنيّا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف.

المدائني قال: كان الجموح بن عمرو الفهمي شهد صفّين مع عليّ فآمنه معاوية وكتب إلى زياد: إنّي قد عرفت زلّته وغفرتها له لحلفه أبا سفيان، فدعاه زياد إلى ولاية بيت المال فأبى، فقال له زياد: أتتأبى عليّ وقد سفكت الدماء مع علي بن أبي طالب؟! فقال: يا زياد: أتقول هذا فو الله إن كنت لمنتفيا من الأب الذي صرت إليه منسوبا إلى الأب الذي انتفيت منه وأنت تسفك الدماء معه وتجبي الخراج إليه، وأنت يومئذ خير منك اليوم، فضربه زياد مائة سوط وحلق رأسه ولحيته، فكتب إليه معاوية كتابا غليظا يقول فيه:

لهممت أن أوجّه إليك من يقتصّ له منك، فأوفد الجموح إليه فأظهر كرامته، وأنشده الجموح:

معاوي انّ الله فوق سمائه … وإنّك ذو ذنب ولا يؤمن الذنب

سطا ببني عاد فلم يبق منهم … بقايا ولا عين لعاد ولا شرب

وإنّ زيادا موعب في أديمكم … وشائمكم والشؤم أعظمه الخطب

وتارككم في لعنة بعد لعنة … وداء الصحاح أن تقارفها (١) الجرب

فو الله ما ينهى زيادا وغيّه … سوى أن تقول لا زياد ولا حرب


(١) - بالأصل: «تفارقها» وهو تصحيف.