للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: أنا النقّاد ذو الرقبة، أرسلت إلى هذا الشاتم صاحب الرحبة، فأتانا رسول زياد فقال: انصرفوا فإنّ الأمير عليل، فعرضت له الأكلة فمات بعد ثلاثة أيام، فقلت:

ما كان منتهيا عمّا أراد بنا … حتّى أتيح له النقّاد ذو الرقبة

فجلّل الرأس منه ضربة عجلا … لمّا تناول بغيا صاحب الرحبة

المدائني قال: وفد زياد إلى معاوية بأهل المصرين واشتعل الطاعون بالكوفة، فقال له معاوية: أقم عندنا، فأقام ثلاثة أشهر، ثمّ قال له: ما جاءك عن بلادك يا أبا المغيرة؟ قال: ارتفاع الطاعون، قال: قد بلغني ذاك فإن شئت فسر، فلمّا قدم الكوفة توفي بعد قليل من مقدمه.

قالوا: وكان زياد كتب إلى معاوية مع الهيثم بن الأسود: إنّي قد أحكمت أمر العراق وضبطته بشمالي، ويميني فارغة - أو قال: بيميني، وشمالي فارغة - فولّني الحجاز واشغلها به، فبلغ ذلك ابن عمر فاستقبل القبلة فقال:

اللهمّ اشغله عنّا، فما أتى له من مقدمه عشرون ليلة حتّى طعن في خنصره؛ ويقال إنّه قال: اللهمّ إنّ في القتل كفارة لمن تشاء من خلقك، وإنّي اسألك لابن سميّة موتا لا قتلا، فخرجت في إصبعه بثرة فما أتت عليه جمعة حتّى مات؛ ويقال لم تأت عليه ثلاثون ساعة.

وقال عبد الله بن مطيع: يا أهل المدينة اكتبوا كتابا إلى معاوية بالاستعفاء من زياد ومن ولايته، واكتبوا كتابا إلى زياد، فإذا أكب عليه ليقرأه ضربت عنقه، فقال ابن الزبير: أنّ الرجل ليبذل دمه في صلاح عشيرته.