للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني عن يعقوب بن داود أنّ عطاء بن أبي صيفي بن نضلة بن قائف الثقفي دخل على يزيد وقد مات معاوية فقال: أصبحت يا أمير المؤمنين فارقت الخليفة وأعطيت الخلافة، فأجرك الله على عظيم الرزيّة، ورزقك الشكر على حسن العطيّة، فاحتذى ابن همّام مثاله في هذا النثر فنظمه فقال:

اصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقة … واشكر عطاء الذي بالملك أصفاكا

أصبحت لا رزء في الأقوام نعلمه … كما رزئت ولا عقبى كعقباكا

أعطيت طاعة أهل الأرض كلّهم … فأنت ترعاهم والله يرعاكا

وفي معاوية الباقي لنا خلف … إذا هلكت ولا نسمع بمنعاكا

وقال أيضا:

تعزّوا يا بني حرب بصبر … فمن هذا الذي يرجو الخلودا

تلقّاها يزيد عن أبيه … فخذها يا معاوي عن يزيدا

أديروها بني حرب عليكم … ولا ترموا بها العرض البعيدا

وإن دنياكم بكم استقرّت … فأولوا أهلها أمرا سديدا

فإن شمست عليكم فاعصبوها … عصابا تستدرّ (١) لكم شديدا

وقال أيضا أو غيره:

يزيد يا بن أبي سفيان هل لكم … الى ثناء وودّ غير منصرم

إنا نقول ويقضي الله مقتدرا … وما يشأ ربّنا من صالح يدم

فاقتد بقائلكم خذها يزيد وقل … خذها معاوي غير العاجز البرم


(١) - العصب: شد فخذي الناقة لتدر. القاموس.