للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى ما يصير أمر الناس ويفرق لك الرأي، فأتى مكة وجعل يتمثّل قول الشاعر:

لا ذعرت السوام في وضح الصب … ح مغيرا ولا دعيت يزيدا

يوم أعطي مخافة الموت ضيما … والمنايا يرصدنني أن أحيدا (١)

ومضى الحسين إلى العراق فقتل، وقد كتبنا حديثه مع أخبار آل أبي طالب.

وقال المدائني: كتب يزيد إلى ابن الزبير يدعوه إلى بيعته فكتب ابن الزبير يدعوه إلى الشورى، وكان فيما كتب به يزيد:

لو بغير الماء حلقي شرق … كنت كالغصّان بالماء اعتصاري (٢)

فأذكرك الله في نفسك، فإنّك ذو سنّ من قريش، وقد مضى لك سلف صالح وقدم صدق من اجتهاد وعبادة، فاربب صالح ما مضى ولا تبطل ما قدّمت من حسن، وادخل فيما دخل فيه الناس ولا تردّهم في فتنة ولا تحلّ حرم الله. فأبى أن يبايع، فحلف أن لا يقبل بيعته إلاّ في جامعة.


(١) - ديوان يزيد بن مفزع الحميري - ط. بيروت ١٩٨٢ ص ١٠٣ - ١٠٤.
(٢) - ديوان عدي بن زيد العبادي - ط. البصرة ١٩٤٥ ص ٩٣.