للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلبي: هو يحيى بن حكيم بن صفوان - ولاّه عمرو بن سعيد مكة وصار إلى المدينة. قال الواقدي: فأتاه ابن الزبير فبايعه ليزيد وقال: إني سامع مطيع، غير أنّ الوليد رجل أخرق، فكرهت جواره، ولقد خبرنا من معاوية ما لم نخبره من غيره، وإنّما أنا عائذ بالبيت من أمر لا آمنه.

قال أبو مخنف وعوانة: عزل يزيد: الوليد بن عتبة، وجمع مكة والمدينة لعمرو بن سعيد، فحجّ بالناس وحجّ ابن الزبير بمن معه فلم يصلّ بصلاة عمرو ولا أفاض بإفاضته، ثم قدم المدينة فأغزى ابن الزبير منها جيشا بكتاب يزيد إليه في ذلك.

وقال الواقدي: وجّه يزيد إلى ابن الزبير النعمان بن بشير الأنصاري، وهمّام بن قبيصة النميري، وقال لهما: ادعواه إلى البيعة لي وخذاها عليه وأمراه أن يبّر قسمي، فلما صارا إلى المدينة لقيهما عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عبد العزّى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب،- ويقال حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد، وهو أثبت - فقال: يا بن بشير أتدعو ابن الزبير إلى بيعة يزيد وهو احقّ بالخلافة منه؟ فقال له النعمان: مهلا فإنّ عواقب الفتن وبيلة وخيمة، ولا طاقة لأهل هذا البلد بأهل الشام. ثم أتيا مكة فأبلغا ابن الزبير عن يزيد السّلام، وسألاه أن يبايع له، فوقع في يزيد وذكره بالقبيح، وخلا بالنعمان فقال له: اسألك بالله أأنا أفضل عندك أم يزيد؟ قال: أنت، قال: فأيّنا أفضل أبا وأما، قال: أنت ولكنّي أحذّرك الفتنة إذ بايع الناس واجتمعوا عليه، وانصرف النعمان وهمّام - ويقال إنّ عبد الله بن عضاه كان مع النعمان، وبعثه بهمام أثبت - فأعلما يزيد ما كان من ابن الزبير فغضب