الكثكث (١)، وإنّك إذ تمنّيك نفسك لعازب الرأي، وإنّك لأنت المفنّد المثبور، أتحسبني لا أبالك نسيت قتلك حسينا وفتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى الذين غادرهم جنودك مصرّعين في صعيد واحد مرّملين بالدماء مسلوبين بالعراء غير مكفّنين ولا موسّدين تسفي عليهم الرياح وتعروهم الذئاب وتنتابهم عرج الضباع، حتّى أتاح الله لهم قوما لم يشركوك في دمائهم فكفّنوهم وأجنّوهم، ومهما أنس من الأشياء فلن أنسى تسليطك عليهم ابن مرجانة الدعيّ ابن الدعيّ للعاهرة الفاجرة البعيد منهم رحما، اللئيم أما وأبا، الذي اكتسب أبوك في ادّعائه إيّاه لنفسه العار والخزي والمذلّة في الدنيا والآخرة، فلا شيء أعجب من طلبك ودّي ونصري وقد قتلت بني أبي، وسيفك يقطر من دمي، وأنت أحد ثأري. وذكر كلاما بعد ذلك.
وكتب يزيد إليه كتابا يأمره بالخروج إلى الوليد بن عتبة ومبايعته له وينسبه إلى قتل عثمان والممالأة عليه، فكتب ابنّ عبّاس إليه أيضا كتابا يقول فيه: إنّي كنت بمعزل عن عثمان، ولكنّ أباك تربّص به وأبطأ عنه بنصره وحبس من قبله عنه حين استصرخه واستغاث به، ثم بعث الرجال إليه معذّرا حين علم أنّهم لا يدركونه حتى يهلك.
وقال الواقدي: عزل يزيد الوليد بن عتبة لأنّ مروان كتب يذكر ضعفه ووهنه وإدهانه، وولّى المدينة عمرو بن سعيد الأشدق، وولّى يحيى بن الحكم بن صفوان بن أميّة بن خلف الجمحي مكة - وقال هشام بن