بعليّ بن الحسين بن عليّ ليطلبا له الأمان وذلك أنّه استجار بهما، فلما رآه أدناه وقرّبه وقال: لولا أنّ أمير المؤمنين أمرني ببرّه وإكرامه وعرفت براءته وسلامته ما شفّعتكما فيه، ثم أمره بالانصراف على بغله وجزاه الخير، وبعث إلى عليّ بن عبد الله بن عبّاس ليدخل فيما دخلوا فيه من البيعة ليزيد على حكمه، فرأى فسطاطا فسأل عن صاحبه فقيل فسطاط حصين بن نمير بن ناتل السكوني، فأتاه فاستجار به فأجاره بالخؤولة لأنّ أمّ عليّ بن عبد الله كنديّة، وحال بينه وبين رسل مسلم ومنعهم أهل حمص منه تعصّبا لحصين بن نمير وأحالوا عليهم بالسياط حتى تركوه، ثم أتى به الحصين مسلما فبايعه ليزيد على السمع والطاعة.
وقال الهيثم بن عديّ: أتي مسلم بعليّ بن عبد الله فأراد تناوله فكلّمه فيه حصين وكان حاضرا. وقال عليّ بن عبد الله:
أبي العبّاس قرم بني لؤيّ … وأخوالي الملوك بنو وليعه
هم منعوا ذماري يوم جاءت … كتائب مسرف وبني اللكيعه
أراد بي التي لا عزّ فيها … فحالت دونه أيد رفيعه
هم ملكوا بني أسد وأدّا … وقيسا والعمائر من ربيعه
وكندة معدن للملك قدما … يزين فعالهم عظم الدسيعه
وقال الهيثم بن عديّ: وجّه رسول الله ﷺ أسامة بن زيد إلى بني غطفان فسبى مسلم بن عقبة المرّي فيمن سبى، فاشترت مسلما امرأة من الأنصار وأعتقته، فلما كان يوم الحرّة بعث الأنصار إلى مسلم احفظ بلاءنا عندك فقال: ما أحفظني ولكنّكم قتلتم عثمان.
قالوا: ثم شخص مسلم بالجيش بعد أخذه البيعة على ما أراد وبعد