للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنهابه المدينة وتفتيشه النساء وهو يريد عبد الله بن الزبير بمكة كما أمره يزيد، وخلّف على المدينة روح بن زنباع الجذامي - فلما صار إلى المشلّل - ويقال عقبة هرشى - اعتلّ علّة شديدة وكانت به دبيلة أو علّة غيرها، فلما حضره الموت قال: أسندوني فأسندوه، فرفع يديه ثم قال: اللهمّ إنّك تعلم إنّي لم أغشّ خليفة قطّ في سرّ ولا علانية، وأنّ أزكى عمل عملته قطّ في نفسي بعد شهادة أنّ لا اله الاّ الله قتلي أهل الحرّة، ولئن دخلت النار بعد قتلهم إنّي لشقيّ، ثم قال لحصين بن نمير بن ناتل بن لبيد بن جعثنة السكوني: يا بن بردعة الحمار لولا عهد أمير المؤمنين اليّ في توليتك أمر هذا الجيش إن حدث بي حدث لوليّت حبيش بن دلجة، فإذا قدمت مكة فناجز عدوّك، وإيّاك أن تمكّن قريشا من أذنيك، فإنّهم قوم خدع، وإذا لقيت عدوّك فالوقاف ثم الثقاف ثم الانصراف، ثم أعلم الناس بأنّ واليهم الحصين.

وقال المدائني عن عوانة ويزيد بن عياض قالا: قال مسلم لحصين:

إنّ أمير المؤمنين أمرني أن أولّيك أمر هذا الجيش وأكره خلافه عند الموت، ولولا ذلك كان الوالي حبيش بن دلجة فإنّه أولى بذلك منك؛ ثم مات فدفن على ظهر المشلّل، وسار حصين بالجيش إلى مكة.

المدائني عن ابن جعدبة: أنّ يزيد أصحب مسلم بن عقبة طبيبا فقال للطبيب: إليك عنّي إنّما كنت أحبّ أن أبقى حتى أشتفي من قتلة عثمان، وقد أدركت ما أردت، فما شيء أحبّ إليّ من أن أموت على طهارتي قبل أن أحدث حدثا فإنّ الله قد طهّرني بقتل هؤلاء الأرجاس.

قالوا: وأقبلت أمّ ولد ليزيد بن عبد الله بن زمعة وكانت بخاريّة في غلمة لها، فلما انتهت إلى قبر مسلم قالت بالفارسيّة: يا مسرف خرّبت