للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو داود الطيالسي، أنبأ شعبة، أنبأني عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن سلمة يقول:

رأيت عمارا يوم صفين شيخا آدم، في يده الحربة، وإنها لترعد. فنظر إلى عمرو بن العاص ومعه الراية، فقال: إنّ هذه راية قد قاتلتها مع رسول الله ﷺ ثلاث مرات، وهذه الرابعة. والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعرفت أنّ مصلحينا على الحقّ وأنهم على الضلال.

- حدثنا محمد بن سعد، ثنا الفضل بن دكين، ثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل قال:

قال عمار يوم صفين: «الجنة تحت البارقة، الظمآن قد يرد الماء، الماء مورود. اليوم ألقى الأحبة: محمدا وحزبه. والله لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر، لعلمت أنا على حق وأنهم على باطل. والله لقد قاتلت هذه الراية ثلاث مرات مع رسول الله ﷺ، وما هذه المرة بأبرهنّ ولا أنقاهن».

- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن عبد الله بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن لؤلؤة مولاة أم الحكم بنت عمار بن ياسر، قالت:

لما كان اليوم الذي قتل فيه عمار، والراية مع هاشم بن عتبة، وقد قاتل أصحاب عليّ ﵇ ذلك اليوم، حتى كادت الشمس تغرب، وعمار من وراء هاشم، وقد جنحت الشمس للغروب. ومع عمار ضيح (١) من لبن.

فقال حين وجبت الشمس، وشرب الضيح سمعت رسول الله ﷺ يقول:

«آخر زادك من الدنيا ضيح من لبن». قالت: ثم اقترب، فقاتل حتى قتل، وهو ابن أربع وتسعين سنة.


(١) - في هامش الأصل: الضيح والضياح - بالفتح - اللبن الرقيق الممزوج.