لي الضلالة. ثم اقترب، فقاتل حتى قتل، وكان الذي قتل عمارا: أبو الغادية المريّ، طعنه برمح، فسقط. وكان يومئذ يقاتل في محفة، فقتل وهو ابن أربع وتسعين سنة، فلما وقع، أكبّ عليه رجل آخر فاحتزّ رأسه، فاختصما فيه. فقال عمرو: والله ما يختصمان إلا في النار، فقال معاوية:
أتقول هذا لقوم بذلوا أنفسهم دوننا؟ فقال عمرو: هو والله ذاك؛ وإنك لتعلمه، ولوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
- حدثني بكر بن الهيثم، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الجبار، عن أبي إسحاق، قال:
لما قتل عمار، دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه، فشنّ عليه الماء، وطرح عليه سلاحه، ثم قاتل حتى قتل:
- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن عبد الله بن جعفر، عن ابن أبي عون، قال:
قتل عمار ﵁ وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكان أقدم في الميلاد من رسول الله ﷺ، وكان أقبل إليه ثلاثة نفر: عقبة بن عامر الجهني، وعمير بن الحارث الخولاني، وشريك بن سلمة المرادي، فانتهوا إليه، فحملوا عليه فقتلوه، وزعم بعض الناس أن عقبة بن عامر هو الذي كان ضربه حين أمر به عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، حتى أصابه الفتق. ويقال: بل الذي قتله عمير بن الحارث الخولاني.
وقال الكلبي: يقول أهل الشأم: إن الذي قتل عمارا: حويّ بن ماتع بن زرعة بن يحض السكسكي، من كندة. قال: وغيره يقول: قتله أبو الغادية المريّ.