وكان ابن زياد إذا غضب على رجل ألقاه من فوق قصر الكوفة، وطمار كلّ مرتفع.
حدثني العمري عن الهيثم بن عديّ قال: اذن ابن زياد إذنا عامّا فدخل الناس عليه فزحم غسّان بن نباتة - أخو الأصبغ بن نباتة المجاشعي - عمرو بن الزبير فلما استقرّ بهم المجلس، رفع عمرو يده فلطم لبيد بن عطارد بن حاجب بن زرارة، فغضبت له بنو تميم، وكلّم الناس لبيدا فقال: لا أطلبها أبدا، وبلغ الخبر أهل الكوفة فقال عبد الله بن الزبير الأسدي.
فلا يصرم الله اليمين التي علت … على البغض والشحناء أنف لبيد
فآب بنو ولد أستها بمضاعف … من اللطم لا يحصونه بعديد
نمت بك أعراق الزبير وهاشم … وعرق نمى من خالد بن سعيد
أمّ عمرو أمّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص أبي أحيحة، وأمّ الزبير صفيّة بنت عبد المطّلب بن هاشم، فقال مسكين الدارمي وهو [ابن] عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عدس:
معاذ الله أن تلفى ركابي … سراعا إذ وردن على ضمير
طوال الدّهر أو يرضى لبيد … وكان الضيف محقوقا بخير
ستلطم منذرا أو وجه عمرو … ولو دخلا بيثرب في است عير
فإن تك لطمة أدركتموها … فلمّا تدركوا بدم الزبير (١)
وكان المنذر وافدا على عبيد الله بن زياد حين ولي الكوفة، وكان صديقا له فرصده رجال من بني تميم منهم نعيم بن القعقاع بن معبد بن زرارة، ورجل من بني ظاعنة إخوة تميم، وهم حلفاء لبني عبد الله بن دارم، وثالث معهم، وجاء المنذر يوم جمعة يريد المسجد فلطمه أحدهم، ثم الثاني، ثم