للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال المدائني: حبس ابن زياد عبد الله بن الحارث بن نوفل وأراد قتله لإحنة كانت في صدور آل زياد عليه، وبلغ خبره خالاته بنات أبي سفيان، لأنّ أمّه هند بنت أبي سفيان، فكلّمن يزيد فيه وقلن: إنّا لا نأمن عليه، فوجّه يزيد رسولا وكتب معه إلى ابن زياد بتخلية سبيله، وكتب للرسول منشورا، فانطلق الرسول إلى عبيد الله فأخرجه، وكان مع المختار في محبس واحد حين حبس ابن زياد المختار.

قالوا: وكان زياد يطعم الناس بالغداة والعشيّ، إلا يوم الجمعة فإنّه كان يعشّي ولا يغدّي، وكان لا يردّ عن طعامه أحد، وكان يتمجّع (١) عنده بالغداة اللبن من حضره، وكان لعبيد الله بن زياد طعام لخاصّته وحرسه ولم يكن له طعام للعامّة، وكان عبيد الله أكولا يأكل في اليوم خمس أكلات آخرها جبنة بعسل توضع بين يديه بعد فراغه من الطعام، وكان يأكل جديا أو عناقا (٢) يتخيّر له في كلّ يوم فيأتي عليه، ومرّ بالطفّ فقال له رجل من بني أسد:

أتتغدّى أصلح الله الأمير؟ فأكل عنده عشر بطّات وزبيلا من عنب، ثم عاد وأكل عشر بطّأت أخر وزبيلا من عنب وجديا.

وحدثنا المدائني عن عبد الله بن سلم وعن عامر بن فائد قالا: قال الحسن: قدم علينا عبيد الله بن زياد فقدم شابّا مترفا فاسقا يأكل في اليوم خمس أكلات، وإن فاتته أكلة ظلّ لها صريعا يتّكئ على شماله ويأكل بيمينه،


(١) - تمجع: أكل التمر اليابس باللبن معا. القاموس.
(٢) - العناق: الأنثى من أولاد الماعز. القاموس.