للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى إذا غلبت عليه الكظّة (١) قال: أبغوني حاطوما (٢)، ثكلتك أمّك إنّما تحطم دينك.

وقال ابن الكلبي وغيره: حلف ابن زياد ليقتلنّ المختار بن أبي عبيد، فسمع ذلك أسماء بن خارجة، وعروة بن المغيرة، فدخلا عليه فأخبراه بذلك، وقالا: أوصنا في مالك واحفظ لسانك، فقال: كذب والله ابن مرجانة الزانية، والله لأقتلّنه ولأضعنّ رجلي على خدّه، فقال أسماء: يا أبا اسحاق قد كانت تبلغنا عنك أشياء فأمّا إذ سمعنا منك هذا القول فما فيك مستمتع، ثم نهضا متعجّبين من قوله مستحمقين له، وبكرا إلى ابن زياد فإذا زائدة بن قدامة الثقفي قد دخل عليه بكتاب من يزيد بن معاوية يعلمه فيه أنّ عبد الله بن عمر كتب إليه فيه، ويعزم عليه أن يخلّي سبيله، فقال لزائدة:

يا بن جمانة أيّ الرجلين: الكذّاب الذي في محبسي أم الخارج بغير إذني (٣)؟ ثم أمر به فوجئت عنقه وقال: انطلقوا به إلى الحبس، فقام إليه مسلم بن عمرو الباهلي فطلب فيه حتى أخرجه من الحبس وقال للمختار: يا كذّاب قد أجّلتك ثلاثا فلا تساكنّي، ففكّت قيوده بالعذيب.

وقال عقيبة الأسدي، وهو عقيبة بن هبيرة بن فروة بن عمرو بن عبيد بن أسعد بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد:


(١) - كظه الطعام: ملأه حتى لا يطيق النفس. القاموس.
(٢) - الحاطوم: الهاضوم. القاموس.
(٣) - الخارج بغير اذنه هو زائده نفسه، انظر تاريخ الطبري ج ٥ ص ٥٧٠ - ٥٧١.