زجاج. فأبى أن يشرب. فأتي بماء في خزف، فقال رجل بالنبطية:«يتورّع عن الشرب في زجاج، ولم يتورّع عن قتل عمار».
- وحدثنا محمد بن سعد، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ سلمة، أنبأ كلثوم بن جبر، عن أبي غادية، قال:
سمعت عمارا يقع في عثمان ويشتمه بالمدينة، فتوعّدته بالقتل. فلما كان يوم صفّين، جعل عمار يحمل على الناس. فقيل: هذا عمار. فرأيت فرجة بينّ الرانين (١) وبين الساقين، فحملت عليه، فطعنته في ركبته. فوقع، فقتلته.
فقيل: قتل عمار بن ياسر.
- وأخبر عمرو بن العاص، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
«قاتله وسالبه في النار». فقيل لعمرو: سمعت هذا من رسول الله ﷺ وها أنت قاتله. قال: إنما قال: «قاتله وسالبه».
- وقال الواقدي في إسناد له:
حمل على عمار حويّ السكسكي وأبو الغادية المرّي، فقتلاه، فقيل لأبي الغادية: كيف قتلته؟ قال: لما دلف إلينا في الكتيبة، دلفنا إليه، فنادى: هل من مبارز؟ فبرز إليه رجل من السكاسك، ثم بارز رجلا من حمير، فقتله عمار. وأثخن الحميري عمارا. ونادى: هل من مبارز؟ فاختلفنا ضربتين، واضطربت يد عمار، فضربته بسيفي حتى برد، ونادى الناس: قتلت أبا اليقظان، قتلك الله، فقال له محمد بن المنتشر: خصمك، يا أبا الغادية، مازندر،- يعني ضخما - فضحك. وكان أبو الغادية شيخا كبيرا جسيما آدم.
- وقال عليّ ﵇: إنّ امرءا من المسلمين لم يعظم عليه قتل عمار ويدخل عليه بقتله مصيبة موجعة، لغير رشيد، رحم الله عمارا يوم أسلم،