للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورحم الله عمارا يوم قتل، ورحم الله عمارا يوم يبعث حيا. لقد رأيت عمارا ما يذكر من أصحاب رسول الله أربعة إلا كان الرابع، ولا خمسة إلا كان الخامس، وما كان أحد من أصحاب محمد يشكّ في أنّ عمارا قد وجبت له الجنة في غير موطن ولا اثنين، فهنيئا له الجنة، عمار مع الحق أين دار، وقاتل عمار في النار.

- حدثني الحسين بن الأسود، عن عبيد الله بن موسى، عن عبد العزيز بن سياه، عن حبيب بن أبي ثابت قال:

قتل عمار يوم قتل وهو مجتمع العقل.

- حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن الحسن، قال:

قال عمرو بن العاص: إني لأرجو أن لا يكون رسول الله مات يوم مات وهو يحبّ رجلا، فيدخله الله النار. فقال: قد كان يحبك ويستعملك، فقال: الله أعلم أحبني أم تألفني؛ لكنا كنا نراه يحب رجلا. قال: فمن ذاك الرجل؟ قال: عمار بن ياسر، قالوا: فذاك قتيلكم يوم صفيّن. قال: قد والله قتلناه.

- وقال بعض الرواة: كان أبو الغادية عامليا. وأثبت ذلك أنه مرّى.

وقال الواقدي في إسناده: كان عمار آدم، طوالا، مضطربا، أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، وكان لا يغير شيبه. وقتل مع علي بصفّين في صفر سنة سبع وثلاثين، وهو ابن ثلاث وتسعين، وذلك الثبت. ويقال:

إحدى وتسعين، ودفن بصفين (١). رحمه الله تعالى.


(١) - قبر عمار الآن في طرف الرقة، وهناك مشروع بناء ضريح كبير مع مسجد عليه.