للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني عن عليّ بن مجاهد بن عبد الأعْلىَ بن ميمون بن مِهْران قال: لما صالح عمرو بن سعيد عبد الملك دخل عبد الملك دمشق فأقام بها وعمرو يدخل عليه مُكرَماً، فدخل عليه ذات يوم فكلّمه بكلام شديد، فأغلظ له عمرو وقال: إني لأحقّ بالخلافة منك فإن شئتَ فافْسَخ الصلح وأَعِد الحرب، فأمر به فجعلت في عنقه سلسلة وأُوثق بجامعة من فضّة، ثم قال لعبد العزيز بن مروان: قم فاضرب عنقه فأَبى، فقال لأبي الزعيزعة مولاه: لا أرجعنّ من الصلاة إلا وقد قتَلته وأرحتني منه، فخرج إلى صلاة العصر فلما أنصرف وجد أبا الزعيزعة قد ضرب عنقه، فأمر برأسه فألقي إلى أصحابه وكانوا مجتمعين يطلبونه ومعهم يحيى بن سعيد أخوه.

وقال هشام بن عمّار: سمعت من يذكر أن أبا الزعيزعة أدخل سيفه في ظهر عمرو حتى أخرجه من بطنه ثم جذبه ففاضت نفسُه.

وحدثني حفص بن عمر عن الهيثم بن عَديّ عن ابن عياّش الهمذاني وأبي جنّاب قالا: قال قبيصة بن ذؤيب الخزاعيّ: كنت عند عبد الملك بن مروان أنا وحسّان بن مالك بن بَحْدَل الكلبي وولده وإخواته وأبو الزعيزعة مولاه فجاء الآذان فأستأذن لعمرو بن سعيد، فأذن له وجعل يقول:

إحْذَرْ عدَوَّكَ أن يكونَ صُدَيَّقاً … وإذا هَمَمتَّ بفتِلِهِ فتمكن

أدنيته مني ليسكن روعه … فأصول صولة حازمٍ مستمكن

غضباً ومحميةً لديني إنه … ليس المسيءْ سبيله كالمحسنِ

ثم التفت إلي وإلى حسان فقال إن شئتما فقوما، فلما نهضنا وقد أقبل عمرو قال عبد الملك وهو يتضاحك: يا حسان أنت أطول من قبيصة، ثم