قال صدقة، وقال غير خالد بن دهقان: أنه فتح أبواب دمشق لعبد الملك فدخلها ونزل في دار الخلافة، وكان عمرو يركب إليه أياماً، ثم إنه جعل في عنقه جامعةً فقال له: يا أمير المؤمنين أنشدك الله أن تخرجني إلى الناس في هذه الجامعة فيروني، وإنما أراد أن يريه كراهته للخروج، يغريه ذلك بإخراجه فيخلصه أصحابه، فقال أمكراً في الجامعة أبا أمية؟ ثم أمر أبا الزعيزعة بقتله فقتله، وجعل يحيى بن سعيد أخوه ومن كان على باب القصر من أصحابه يقولون: يا أبا أمية ما خبرك؟ أسمعنا كلامك؛ فأمر عبد الملك برأسه فاحتز ورمي به إليهم فسكنوا، ووثب أصحاب عمرو على بيت المال بدمشق فانتهبوه، فلم يعرض لهم عبد الملك فيه حتى إذا استقام الأمر أخذهم به فارتجعه وفضل مائة ألف درهم.
قال هشام: وسمعت بعض مشايخنا يحدث أن عبد الملك خرج إلى الصلاة وأمر أبا الزعيزعة أن يقتله قبل انصرافه من الصلاة، فلما ابتدأ عبد الملك صلاته ضج أصحاب عمرو فقالوا: أخرجوه إلينا، فوضع عبد الملك يده على أنفه كأنه قد رعف ثم انسل فدخل القصر، وأمر برأس عمرو فاحتز وألقاه إلى أصحابه فسكنوا.
وحدثني هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم حدثني رجل من ولد سعيد بن العاص قال: خرج عبد الملك إلى صلاة العصر، وأقبل يحيى بن سعيد في خلق ينادون: يا أبا امية أين أنت؟ اخرج إلينا، أسمعنا كلامك، فراع ذلك عبد الملك فقال: ما أحسبني على طهر للصلاة، ودخل القصر كأنه يريد الطهور، وإذا عمرو مقتول، فأمر برأسه فألقي إلى اصحابه والناس، ثم وضع لهم المال ودعاهم إلى العطاء فسكتوا.