إليه: اختر من شئت، فاختار عبد الله بن خالد، فكان عند زياد وهو صلى عليه حين مات، وجعله خليفته فلم يزل قائماً بعمله حتى قدم الضحاك بن قيس الفهري والياً على الكوفة، فلعبد الله بن خالد يقول قبيع النصري:
وأنت كريم من لؤي بن غالبٍ … وقومك أقوامٌ وأنت شريفُ
فولد عبد الله بن خالد بن أسيد أمية بن عبد الله، وخالد بن عبد الله، وعبد الرحمن، وأمهم بنت شيبة بن عثمان العبدري يقال لها أم حجر؛ وعبد العزيز بن عبد الله، وعبد الملك بن عبد الله، وأمهما أم حبيب بنت جبير بن مطعم؛ وعمران، والقاسم، وعمر، ومحمداً، والمخارق، والحصين، وأبا عثمان لأمهات شتى.
فأما أمية بن عبد الله بن خالد فكان يكنى أبا عبد الله، استعمله زياد على السوس، ثم على الأُبُلة وكور دجلة، وزوجه رملة بنت زياد، وكان أمية جواداً، فتوجه إلى أبي فديك عبد الله بن ثور الخارجي وهو بالبحرين، ففر أبو فُديك، فقال الفرزدق:
جاءوا على الريح أو طاروا بأجنحةٍ … ساروا ثلاثاً إلى الجلحاء من هجرا (١)
حدثنا خلف بن سالم حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن عمه مصعب بن زيد ومحمد بن أبي عُيينة قالا: خرج أبو فديك بالبحرين فلقيه أمية بن عبد الله فهزم، فركب أمية فرساً له جواداً كان يقال له المهرجان فدخل البصرة عليه في ليلتين، فقال يوماً وهو بالبصرة: لقد سرت على
(١) ديوان الفرزدق ج ١ ص ٣١٠ وفيه "إلى البحار من هجرا".