العراق فقتل مصعباً، ويقال إنه رجع إلى البصرة في أيام حمزة بن عبد الله ثم رجع إلى ثاج، ويقال أيضاً أن مصعباً استؤمن له حين رجع إلى البصرة.
وولى له بالبصرة، فأكرم مالكاً ومن كان أجاره وقاتل معه، فكان عبيد الله بن زياد بن ظبيان أتى الشام بعد الجفرة ثم قدم العراق مع عبد الملك، ويقال إنه اعتزل في بعض النواحي حتى أقبل عبد الملك إلى العراق فأتاه.
وحدثني عليّ بن المغيرة الأثرم عن معمر بن المثنى عن أبي عمرو قال: كان قيس بن الهيثم ويكنى أبا كبير خليفةً للحارث بن أبي ربيعة - وهو القباع - على البصرة أيام ابن الزبير، وكان ممن قاتل مالك بن مسمع مع الزبيرية وهو على فرس مجلجل، وقد استأجر قوماً يقاتلون معه فكانوا يرتجزون:
لساء ماتحكم يا جلاجل … النقد دين والطعان عاجلُ
وأنت بالماء ضنينٌ باخلُ
وحدثنا خلف بن سالم حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال: - ولا أعلمه إلا عن مصعب بن زيد - أن أشراف أهل العراق إلى عبد الملك بن مروان يدعونه إلى أنفسهم ويخبرونه أنهم مبايعوه، فلم يبق بالبصرة شريف إلا كتب إليه غير المهلب بن أبي صفرة، فبعث عبد الملك خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد ليقاتل في طاعته، فقدم وقد كان الطاعون الجارف وقع بالبصرة، وذلك في سنة تسعٍ وستين، فكثر الموت بالبصرة حتى جعل أهل الدار يموتون عن آخرهم لا يجدون من يدفنهم، وأمير البصرة يومئذ