عمرو بن عبيد الله بن معمر بها، استعمله عليها مصعب فقدم خالد على مالك بن مسمع وعسكره بجفرة خالدٍ، ومال إليه كثير من الناس، فكان ممن أتاه من الأزد معن بن المغيرة بن أبي صفرة، وكان قد عتب على المهلب في تأخير صلته، فكان القوم يغدون إلى المربد ثم يفترقون: فرقة إلى خالد وفرقة إلى المصعبية فإذا رجعوا رجع الأخوان أحدهما من هؤلاء وأحدهما من هؤلاء فيقول هذا: فعلنا بكم، ويقول هذا: فعلنا بكم، فلم يزالوا على ذلك حتى هرب خالد بن عبد الله وتفرق أصحابه وهرب مالك إلى اليمامة، فلما قتل عبد الملك مصعباً ودخل الكوفة بعث خالداً أميراً على البصرة، واستعمل بشر بن مروان أخاه على الكوفة، وبلغ ذلك مالك بن مسمع وهو باليمامة، فأقبل حتى دخل البصرة، فأتى دار الإمارة على ناقته، ففتح له الباب فدخل حتى أناخ على بساط خالد، وأقطعه عبد الملك قطائع كثيرة ووصله، وكتب عبد الملك إلى المهلب وهو بإزاء الحرورية: إن الناس مجتمعون على بيعتي، فإن دخلت فيما دخل الناس فيه عرفنا لك منزلتك وشرفك، وإن لم تفعل استعنا بالله عليك، فكتب إليه: أما إذ اجتمع الناس فإني لم أكن أشق عصا المسلمين، ولا أسفك دماءهم، ولا أفرق جماعتهم، فكتب إليه بإقراره على ماهو بسبيله.
وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي قال: التقى الأموية والزبيرية بالبصرة ففقئت عين مالك بن مسمع، وقال وهب بن أبجر العجلي:
ونحن صرمنا أمر بكر بن وائل … وأنت بثاجٍ لا تمر ولا تحلي
هجرت لجيماً أن أصبت زيادةً … وعذت بهم عند الزلازل والأزل