للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلا ترج خيراً عند بابِ ابن مسمعٍ … إذا كنت من حيي حنيفة أو عجلِ (١)

قال: فقال جرير:

وفينا كما أدتْ ربيعةُ خالداً … إلى قومهِ حرباً ولما يسالم (٢)

وحدثنا خلف بن سالم حدثنا وهب بن جرير عن محمد بن أبي عيينة عن ذكوان مولى أبي عيينة قال: لما قدم خالد البصرة واجتمعت الحرورية بالأهواز خرج إليها خالد في نحو تسعين ألفاً من أهل البصرة والكوفة ومن أمده به بشر بن مروان، فقاتلته الخوارج وفلوه ونادوا: يا خالد يا مخنث، فأتى البصرة، وكان رئيس الخوارج قطري، وكان خالد قد وجه أخاه عبد العزيز إلى جماعة من الخوارج انحازوا إلى فارس، بعد قتل أبي فديك، فهزموه أقبح هزيمة وفضحوه، فكتب خالد بأمر الخوارج إلى عبد الملك وقال للمهلب: ما ظنك بأمير المؤمنين؟ قال: أحسبه سيعزلك فما كنت صانعاً فاصنعه فقال: أتراه ينسى بلائي ويستخف بحق قرابتي؟ قال المهلب: إن الناس حديثو عهدٍ بفتنة، ويبلغه ما لقيته من الخوارج ويأتيه خبر أخيك عبد العزيز فيخاف أن يطمع فيما قبلك ويجترأ عليك، فتنتشر الأمور ويضيع العمل، فعزله عبد الملك وجمع البصرة والكوفة لبشر بن مروان.

قالوا: ولما قتل عبد الملك مصعباً ودخل الكوفة ولاها حين أراد الرجوع إلى الشام قطن بن عبد الله بن الحصين الحارثي أربعين يوماً


(١) البيتان الأول والثالث - مع فوارق - في حماسة أبي تمام - ط. دمشق ص ١٠٧١ والشاعر هو عمرو بن الهذيل العبدي، وهو شاعر ربعي مخضرم له ذكر بالإصابة لابن حجر (ترجمة رقم ٦٥١٩)، وقيل الشاعر رجل من عجل.
(٢) ديوان جرير ص ٤٥٨ مع فوارق.