قالوا: ولما بويع مصعب وانصرف عبد الملك إلى دمشق بسبب عمرو الأشدق لم يكن له همة إلا البصرة، وطمع أن يدرك خالداً، فلما قدمها وجده قد خرج، ووجد ابن معمر قد آمن الجفرية، فغضب على ابن معمر وحلف أن لا يوليه، وأرسل إلى الجفرية فشتمهم وأنبهم قال: نصرتم ابن طريد رسول الله ﷺ على ابن حواريه، وأقبل على عبيد الله بن أبي بكرة فقال: يا بن مسروح إنما أنت ابن كلبة تعاورتها الكلاب فجاءت بأحمر وأسود وأصفر من كل كلبٍ ما يشبهه، وإنما كان أبوك عبداً نزل إلى رسول الله ﷺ من حصن الطائف، تدعون أن أبا سفيان زنى بأمكم، أما والله لئن بقيت لالحقنكم بنسبكم، ثم دعا بحمران فقال: يا بن اليهودية إنما أنت علج نبطي سبيت من عين التمر وكان أبوك يدعى أبي. ثم قال للحكم بن المنذر بن الجارود: يا بن الخبيثة اللخناء أتدري من أنت ومن الجارود؟ إنما كان علجاً بجزيرة ابن كاوان فارسياً فقطع إلى ساحل العرب فانتمى إلى عبد القيس، ولا والله ما أعرف حياً أشد إشتمالاً على سوءة منهم ثم انكح أخته المكعبر الفارسي فلم يصب شرفاً قط أعظم من ذلك، فهؤلاء ولدها يا بن قباذ؛ ثم أتي بعبد الله بن فضالة الزهراني فقال: ألست من أهل هجر ثم من أهل سماهيج (١)؟ أما والله لأردنك إلى نسبك. ثم بعلي بن أصمع فقال: أنت غبد لبني تميم مرة، وعربي من باهلة مرة. ثم أتي بعبد العزيز بن بشر بن حناط فقال: يا بن المشتور ألم يسرق عمك في زمن عمر
(١) سماهيج: اسم جزيرة في وسط البحر بين عمان والبحرين. معجم البلدان.