فأمر به فسير ليقطعه؟ أما والله ما أعيب إلا من نكح أختك، وكانت أخته تحت مقاتل بن مسمع، ثم أتي بأبي حاضر الأسدي فقال: يا بن الإصطخرية وما أنت دعي في بني أسد. ثم أتي بزياد بن عمرو فقال: يا بن الكرماني إنما أنت علج من أهل كرمان قطعت إلى فارس فصرت ملاحاً، مالك وللحروب؟ أنت بجر القلس أعلم. ثم أتي بعبد الرحمن بن عثمان بن أبي العاص فقال: أعلي تكثر وأنت علج من أهل هجر لحق أبوك بالطائف، وهم يضمون من تأشب إليهم ليتعززوا به، أما والله لأردنك إلى أصلك، ثم أتي بشمخ بن النعمان فقال: يا بن الخبيثة أنت علج من أهل زندورد (١) هربت أمك وقتل أبوك فتزوج أخته رجل من بني يشكر فجاءت بغلامين فألحقك بنسبهما. ثم ضربهم مائةً مائةً، وحلق رؤوسهم ولحاهم، وهدم دورهم، وصهرهم في الشمس ثلاثاً، وحملهم على طلاق نسائهم، وجمر أولادهم في البعوث، وطاف بهم في أقطار البصرة، وأحلفهم أن لا ينكحوا الحرائر؛ فلما استقام الأمر لعبد الملك أمر ببناء دورهم. وبعث مصعب خداش بن يزيد في طلب من هرب من أصحاب خالد، فأدرك مرة بن محكان فقال:
بني أسدٍ إن تقتلوني تحاربوا … تميماً إذا الحرب العوان أشمعلت
بني أسدٍ هل عندكم من هوادةٍ … فتعفوا وإن كانت بي النعل زلت
أيمشي خداشٌ في الأزقةِ آمناً … وقد نهلت مني الرماحُ وعلتِ
(١) زندورد: مدينة كانت قرب واسط، مما يلي البصرة، خربت بعمارة واسط. معجم البلدان.