للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فضربه خداش فقتله وكان على شرط مصعب يومئذٍ، وهدم مصعب دار مالك بن مسمع وأخذ ما كان فيها فكان مما أخذ جارية ولدت له عمر بن مصعب، ولم يزل مصعب بالبصرة حتى أتى الكوفة ثم مسكن (١) فقتل.

قالوا: لما قتل مصعب وثب حمران بن أبان، وعبيد الله بن أبي بكرة تنازعا ولاية البصرة، فقال ابن أبي بكرة: أنا أعظم غناءً منك، أنا كنت أنفق على أصحاب خالد بن عبد الله يوم الجفرة، فقيل لحمران: إنك لا تقوى على ابن بكرة فاستعن بعبد الله بن الأهتم، فاستعان به فغلب حمران على البصرة، وجعل ابن الأهتم على شرطها، وكان لحمران عند بني أمية منزلة، وزعموا أن رداء حمران زال عن كتفه فابتدره مروان وسعيد بن العاص أيهما يسويه، وقيل إنه مد رجله فابتدرها معاوية وابن عامر أيهما يغمزها؛ ومكان الحجاج حبس حمران لأنه ولي لخالد بن عبد الله سابور فكتب إلى عبد الملك:

لو بغير الماء حلقي شرقٌ … كنت كالغصبان بالماء اعتصاري

فكتب إلى الحجاج: إن حمران أخو من مضي منا، وعم من بقي، وهو ربع من أرباع بني أمية، فلا تعرض له وأكرمه واعرف له حقه، ففعل واعتذر إليه ورد عليه ما استأداه، وبعث بذلك مع غلمان وهبهم له، وكان الذي أغرمه مائة ألف درهم، فقصمها في أصحابه، وقال للغلمان: أنتم أحرار.


(١) مسكن: موضع قريب من أوانا على نهر دجيل عند دير الجاثليق. معجم البلدان.