للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني قال: ولي خالد بن عبد الله البصرة سنتين فوجه في ولايته أخاه أمية إلى أبي فديك إلى البحرين فهزمه أبو فديك، ووجه أخاه عبد العزيز بن عبد الله إلى الأزارقة بفارس فهزموه أيضاً، وأخذوا امرأته أم حفص بنت المنذر بن الجارود فقتلوها، فقال الفرزدق:

كل بني السوداء قد فر فرةً … فلم يبق إلا فرة عند خالد

فضحتم قريشاً بالفرار وأنتم … لدى الحرب أنكاس قصار السواعد (١)

فطلبه خالد فلحق ببشر بن مروان وقال:

وما كف عني خالد عن تقيةٍ … ولكن بدت دوني الليوث الهواصر

غداة رأى من مالك تحت غابها … ورائي ودوني من يخاف المحاذر

تحللت إذا أقسمت أنك قاتلي … وكفر إذا آليت أنك قادر

أتوعدني والمالكان (٢) كلاهما … ورائي وسعد والحلول الكراكر

هم منعوني من زياد وقد رأى … زياد مكاني وهو للناس قاهر

ومن مصعب حيث القباع لخوفه … علي ولم تستطعني زماجر (٣)

وقال ابن أبي بكرة:

تداركني من خالد بعد أن التقت … على ودجي أنيابه ومخالبه (٤)

قال أبو الحسن: ولما قتل مصعب خرج رسول فطم (٥) إلى مالك بن مسمع وهو بثاج يبشره بقتله، فقدم وخالد بن عبد الله بالبصرة قد قدمها


(١) ليسا في ديوانه المطبوع.
(٢) المالكان: مالك بن زيد مناة، ومالك بن حنظلة.
(٣) ليست في ديوانه المطبوع.
(٤) ديوان الفرزدق ج ١ ص ٥٤.
(٥) طم: خف، أوعدا سهلًا. القاموس.