للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واليأً، فجاء يسير حتى أناخ ناقته على بساط خالد، فقال العديل بن الفرخ:

أنيخت على ظهر البساط فلم تثر … على رغم من أمسى عدواً لخالد

ثم أنصرف مالك إلى داره وقد هدمت، فعدل عنها فنزل في بني جحدر، ولم يمكث مالك إلا سبع عشرة ليلة حتى هلك، حتى هلك، فدفن عند دار عيسى بن سليمان حيث دفن بعده بشر بن مروان، وجاء مالك فخاصم في الجارية التي أخذها مصعب، فمات قبل أن يحكم له بها.

وقال الأخطل يمدح خالد بن عبد الله بن خالدبن أسيد، وقدم إليه وهو بالبصرة:

إلى خالد حتى أنحن بخالدٍ … فنعم الفتى يرجى ونعم المؤمل

أخالد مأواكم لمن حل واسعٌ … وجدواك غيثٌ للصعاليك مرسل

أبى عودك المعجوم إلا صلابة … وكفاك إلا نائلاً حين تسأل

ألا أيها الساعي ليدرك خالداً … تناه وأقصر بعض ما كنت تفعل

فهل أنت إذا إن مد المدى لك خالدٌ … موازٍ له أو حاملٌ ما يحمل (١)

وحدثني عبد الله بن صالح العجلي عن ابن عوانة عن عوانة قال: كان خالد وأمية أبنا عبد الله بن خالد بن أسيد عند عبد الملك بن مروان، فقدمت عليه عير من العراق عليها مالٌ حمله الحجاج بن يوسف، فقال عبد الملك: هذا والله الجلب الأغر لا جلبكما، أما أنت يا خالد فاستعملتك على البصرة وهي تهدم (٢) بالأموال فاستعملت كل ذئب فاجر: تحمل من العشرة درهماً


(١) ديوان الأخطل ص ٢٢٨.
(٢) الهدمة: الدفعة من المال. القاموس.