للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا عباس عن بن هشام الكلبي عن أبيه عن خالد بن سعيد الأموي قال: تزوج سعيد بن العاص بن أبي أحيحة هند بنت الفرافصة (١) بن الأحوص الكلبي، فبلغ ذلك عثمان فكتب إليه إن كان لها أخت أن يخطبها عليه، فبعث سعيد إلى الفرافصة بن الأحوص الكلبي، وكان نصرانياً، أن زوج أمير المؤمنين ابنتك فقد ذكرها، فقال لضب بن القرافصة: زوجها أمير المؤمنين فإنك على دينه، فزوجه نائلة؛ وقال لها الفرافصة: إنك تقدمين على نساء من قريش هن أقدر على العطر منك فلا تُغلبي على الكحل والماء، تطهري حتى يكون ريحك ريح شنةٍ أصابها قطر، فقالت حين حملت إلى المدينة:

ألست ترى ياضبُّ بالله أنني … مصاحبة نحو المدينة أركبا

أريد أمير المؤمنين أخا التقى … وخير قريشٍ منصباً ثم مركبا

وكان عثمان مهرها عشرة آلاف درهم وأعطاها كيسان أبا سليم وامرأته رُمانة، وهي من سبي كرمان، فأعتقتها نائلة وهو خرج معها إلى الشام بعد عثمان، ويقال إنه من موالي كلب، قدم معها ثم خرج إلى الشام معها. فلما دخلت على عثمان جلس على سرير وأجلست على سرير ثم وضع قلنسوته فبدت صلعته فقال: لا تكرهن ما ترين من صلعي فإن وراءه ما تحبين، فقالت: إني من نسوةٍ أحبُّ بعولتهن إليهن الشيخ السيد، قال: إما أن


(١) بهامش الأصل: "قال ابن ماكولا: قال ابن حبيب: كل اسم في العرب فرافصة فهو مضموم الفاء إلا الفرافصة بن الحارث بن الحصين الكلبي". الإكمال لابن ماكولا ج ٧ ص ٦٤. مختلف القبائل ومؤتلفها لابن حبيب - ط. الرياض ١٩٨٠ ص ٢٣٣. وفي هذين المصدرين "ابن حصن الكلبي".