أمية على رقاب الناس، وعلى أن يسير بسيرة رسول الله ﷺ وأبي بكر وعمر ولا يخالف شيئاً من ذلك، فحلف له، فقال علي: قد أعطاك أبو عبد الله الرضا فشأنك فبايعه، ثم أن عبد الرحمن عاد إلى عليّ فأخذ بيده وعرض عليه أن يحلف تلك اليمين أن لا يخالف سيرة رسول الله وأبي بكر وعمر، فقال عليٌّ: عليّ الاجتهادُ، وعثمان يقول: نعم، عليّ عهد الله وميثاقه وأشدُّ ما أخذ على أنبيائه أن لا أخالف سيرة رسول الله وأبي بكر وعمر في شيء ولا أقصر عنها، فبايعه عبد الرحمن وصافقه وبايعه أصحاب الشورى. وكان عليّ قائماً فقعد، فقال له عبد الرحمن: بايع وإلا ضربت عنقك، ولم يكن مع أحد يومئذ سيف غيره، فيقال إن علياً خرج مغضباً فلحقه أصحاب الشورى وقالوا: بايع وإلا جاهدناك، فأقبل معهم يمشي حتى بايع عثمان.
وحدثني عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس أن علياً أول من بايع عثمان من أصحاب الشورى بعد عبد الرحمن بن عوف، لم يتلعثم.
محمد عن الواقدي عن محمد بن عبد الله بن جبير عن خالد بن كيسان عن كثير بن عباس، قال: لما استخلف عثمان دخل عليّ على العباس فقال له: إني ما قدمتك قط إلا تأخرت، قلت لك: هذا الموت بين في وجه رسول الله فتعالى نسأله عن هذا الأمر، فقلت: أتخوف أن لا يكون فينا فلا نستخلف أبداً، ثم مات وأنت المنظور إليه، فقلت: تعال أبايعك فلا يختلف عليك، فأبيت، ثم مات عمر فقلت لك: قد أطلق الله يديك فليس لأحد عليك تبعةٌ فلا تدخل في الشورى عسى ذلك أن يكون خيرا.