للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معاوية يأمره أن يسيرهم إلى حمص ففعل، وكان واليها عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة. ويقال إن عثمان كتب في ردهم إلى الكوفة فضج منهم سعيد ثانيةً، فكتب في تسييرهم إلى حمص فنزلوا الساحل.

قالوا: وكتب عثمان رضي الله تعالى عنه إلى أمرائه في القدوم عليه للذي رأى من ضجيج الناس وشكيتهم، فقدم عليه معاوية من الشام، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح من المغرب، وعبد الله بن عامر بن كريز من البصرة، وسعيد بن العاص من الكوفة، فأما معاوية فقال له: أعدني وعمالك إلى أعمالنا وخذنا بما تحت أيدينا، وأشار عليه أيضاً بالمسير إلى الشام فأبى وقال: لا أخرج من مهاجر رسول الله وجوار قبره ومسكن أزواجه، فعرض عليه أن يوجه إليه جيشاً يقيم معه فيمنع منه فقال: لا أكون أول من وطيء أصحاب رسول الله وأنصاره بجيش؛ وأما سعيد بن العاص فقال له: إنما دعا الناس إلى الشكية وسوء القول الفراغ فأشغلهم بالغزو، وأما أبن عامر فقال: إن الناس نقموا عليك في المال فأعطهم إياه، فردهم إلى أعمالهم.

وقال علي: يا عثمان إن الحق ثقيل مريءٌ، وإن الباطل خفيف وبيءٌ، وإنك متى تصدق تسخط، ومتى تكذب ترضى؛ وقال له طلحة: إنك قد أحدثت أحداثاً لم يكن الناس يعهدونها، فقال عثمان: ما أحدثت حدثاً ولكنّكم أظِنّاءُ تفسدون عليّ الناس وتؤلبونها.

وكان علباء بن الهيثم السدوسي قد شخص مع سعيد بن العاص إلى المدينة ليقرظه ويثني عليه لأنه سأله ذلك، وأحب علباءٌ أيضاً أن يلقي علياً ويعلم حال عثمان وما يكون منه، فلما رأى أن عثمان قد عزم على رد عماله