تعجل إلى الكوفة على ناقةٍ له، فلما قدمها قال: يا أهل الكوفة هذا أميركم الذي يزعم أن السواد بستان له قد أقبل، وأغتنم أهل الكوفة غيبة معاوية عن الشام، فكتبوا إلى إخوانهم الذين بحمص مع هانئ بن خطاب الأرحبي يدعونهم إلى القدوم ويشجعونهم عليه ويعلمونهم أنه لا طاعة لعثمان مع إقامته على ماينكر منه، فسار إليهم هانئ بن خطاب مغذاً للسير راكباً للفلاة، فلما قرأوا كتاب أصحابهم أقبل الأشتر والقوم المسيرون حتى قدموا الكوفة، فأعطاه القراء والوجوه جميعاً مواثيقهم وعهودهم أن لا يدعوا سعيد بن العاص يدخل الكوفة والياً أبداً، وكان الذين كتبوا مع هانئ بن خطاب: مالك بن كعب بن عبد الله الهمداني ثم الأرحبي، ويزيد بن قيس بن ثمامة الأرحبي، وشريح بن أوفى العبسي، وعبد الله بن شجرة السلمي، وجمرة بن سنان الأسدي، وحرقوص بن زهير السعدي، وزياد بن خصفة التيمي، وعبد الله بن قفل البكري ثم التيمي، وزياد بن نضر الحارثي، وعمرو بن شرحبيل أبو ميسرة الهمداني، وعلقمة بن قيس النخعي في رجال أشباههم.
وقام مالك بن الحارث الأشتر يوماً فقال: إن عثمان قد غير وبدل، وحض الناس على منع سعيد من دخول الكوفة، فقال له قبيصة بن جابر بن وهب الأسدي من ولد عميرة بن جدار: يا أشتر دام شترك، وعفا أثرك، أطلت الغيبة، وجئت بالخيبة، أتأمرنا بالفرقة والفتنة ونكث البيعة وخلع الخليفة.؟ فقال الأشتر: يا قبيصة بن جابر وما أنت وهذا، فوالله ما أسلم قومك إلى كرهاً ولا هاجروا إلا فقراً، ثم وثب الناس على قبصة فضربوه