للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجرحوه فوق حاجبه، وجعل الأشتر يقول: لا حر بوادي عوفٍ (١)، من لا يذد عن حوضه يهدم (٢)؛ ثم صلى بالناس الجمعة وقال لزياد بن النضر: صل بالناس سائر صلواتهم والزم القصر، وأمر كميل بن زياد فأخرج ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري من القصر، وكان سعيد بن العاص خلفه على الكوفة حين شخص إلى عثمان، وعسكر الأشتر بين الكوفة والحيرة وبعث عائذ بن حملة في خمسمائة إلى أسفل كسكرمسلحةً بينه وبين البصرة، وبعث جمرة بن سنان الأسدي في خمسمائة إلى عين التمر ليكون مسلحة بينه وبين الشام، وبعث هانئ بن أبي حية بن علقمة الهمداني ثم الوادعي إلى حلوان في ألف فارس ليحفظ الطريق بالجبل، فلقي الأكراد بناحية الدينور وقد أفسدوا فأوقع بهم وقتل منهم مقتلة عظيمة، وبعث الأشتر إيضاً يزيد بن حجية التيمي إلى المدائن وأرض جوخى، وولى عروة بن زيد الخيل الطائي ما دون المدائن، وتقدم إلى عماله أن لا يجبوا درهماً وأن يسكنوا الناس وأن يضبطوا النواحي، وبعث مالك بن كعب الأرحبي في خمسمائة فارس ومعه عبد الله بن كباثة أحد بني عائذ الله بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد بن زيد إلى العذيب ليلقى سعيد بن العاص ويرده، فلقي مالك بن كعب الأرحبي سعيداً فرده وقال: لا والله لا تشرب من ماء الفرات قطرة، فرجع إلى المدينة فقال له عثمان: ما وراءك؟ قال: الشر، فقال عثمان: هذا كله عمل هؤلاء يعني علياً والزبير وطلحة.


(١) أي كل من صار في ناحيته خضع له وذل. كتاب الأمثال لأبي عبيد ص ٩٤ - المثل (٢١٣).
(٢) من قول زهير بن أبي سلمى في معلقته:
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه … يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم