للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقال إن عثمان قال لأبي ذر حين قدم من الشام: قربنا يا أبا ذر خير لك من بُعدنا يغدى عليك باللقاح ويراح فقال: لا حاجة لي في دنياكم ولكني آتي الربذة، فأذن فأتاها ومات بها.

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن هشام بن الغاز حدثنا مكحول قال: قدم حبيب بن مسلمة من أرمينية فمر بأبي ذر بالربذة فعرض عليه خادمين معه ونفقه فأبى قبول ذلك فقال له: ما أتى بك ها هنا؟ قال: نفسي، رأيت ما هاهنا أسلم لي.

حدثني محمد عن الواقدي عن عبد الله بن محمد بن سمعان عن أبيه أنه قيل لعثمان إن أبا ذر يوقل إنك أخرجته إلى الربذة، فقال: سبحان الله ما كان هذا شيء قط، وإني لأعرف فضله وقديم إسلامه وما كُنا نعد في أصحاب النبي أكلَّ شوكة منه.

وحدثني عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد قال: كنت بالمدينة حين أمر عثمان أبا ذر باللحاق بالشام، وكنت بها في العام المقبل حين سيره إلى الربذة.

وحدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: تلكم أبو ذر بشيْ كرهه عثمان فكذبه فقال: ما ظننت أن أحداً يكذبني بعد قول رسول الله : " ما أقلَّت الغبراء ولا أطبقت الخضراء على ذي لهجةٍ أصدق من أبي ذر "، ثم سيره إلى الربذة، فكان أبو ذر يقول: ما ترك الحق لي صديقاً؛ فلما سار إلى الربذة قال: ردني عثمان بعد الهجرة أعرابياً.

قال: وشيع عليّ أبا ذر فأراد مروان منعه منه، فضرب عليّ بسوطه بين أذني راحلته، وجرى بين عليّ وعثمان في ذلك كلام حتى قال عثمان: