للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا وكيع، ثنا سفيان، ثنا عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال:

أتيت النبي بالأبطح، وهو في قبرة حمراء، فخرج بلال بفضل وضوئه، ثم أذّن بلال، فكنت أتتبع فاه هكذا وهكذا، يعني يمينا وشمالا، ثم ركزت عنزة. وخرج النبي وعليه جبة حمراء. فكأني أنظر إلى بريق ساقية، قال: فصلى إلى العنزة الظهر - أو قال: العصر - ركعتين. وجعل يمر الكلب والحمار والمرأة فلا يمنع، فلم تزل الصلاة ركعتين حتى قدم المدينة.

- حدثني عبد الواحد بن غياث، أخبرنا أبو سلمة حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه.

أن بلالا سمع أمية بن خلف، وهو على جمل له يوم بدر، يقول: هل تدرون من تقاتلون؟ ألا تذكرون اللبن (١)؟ فقال بلال: أمية وربّ الكعبة؛ لا نجوت إن نجوت. وأناخ بعيره، ثم خطمه بالسيف فجدعه، فمات.

- وقال الواقدي وإبراهيم بن سعد وغيرهما:

لما كان يوم بدر، رأى أمية بن خلف، عبد الرحمن بن عوف وكان صديقه. فقال له: يا عبد عمرو. وكان اسمه في الجاهلية. فلم يكلمه. فقال له: يا عبد الإله. قال عبد الرحمن: فالتفتّ، فإذا أنا بأمية وابنه علي؛ وبه كان يكنى وقد أخذ بيد ابنه، ومعي أدراع قد استلبتها. وكان مشرفا على الأسر، فسأله أن يطلب له الأمان؛ وقال: أما لكم حاجة في اللبن - يعنى الفداء-؟ نحن خير لكم من أدراعك، فقلت: امضيا، وأقبلت أسوقهما.


(١) - في سيرة ابن هشام ج ١ ص ٤٦٣: «يريد الفداء باللبن، أن من أسرني افتديت منه بابل كثيرة اللبن».