للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدفع بك عن هذا الرجل، فقالت: قد قربت ركابي وأوجبت الحج على نفسي ووالله لا أفعل، فنهض مروان وصاحبه ومروان يقول:

وحرق قيسٌ عليّ البلاد … حتى إذا اضطرمت أجذما

فقالت عائشة: يا مروان وددت والله أنه في غرارة من غرائري هذه وإني صوقت حمله حتى ألقيه في البحر، ومر عبد الله بن عباس بعائشة وقد ولاه عثمان الموسم وهي بمنزل من منازل طريقها فقالت: يا بن عباس إن الله قد أتاك عقلاً وفهماً وبياناً فإياك أن ترد الناس عن هذه الطاغية.

حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل قال: كنا مع عثمان وهو محصور فدخل يوماً لحاجته فسمع كلام بالبلاط ثم خرج إلينا وهو متغير اللون فقال: إنهم ليتوعدونني بالقتل، أما إني سمعت رسول الله يقول: " لا يحل دم امرئ مسلم إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إيمانه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفساً بغير نفس "، ووالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام ولا تمنيت أن لي بديني مذ هداني الله بدلاً ولا قتلت نفساً، فبماذا يقتلونني؟ حدثنا عفان عن حماد عن يحيى بن سعيد عن أبي أمامة بن سهل بنحوه.

حدثني القاسم بن سلام - أبو عبيد - حدثنا كثير بن هشام أنبأنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: لما حوصر عثمان في الدار بعث رجلاً فقال له: اسمع ما يقول الناس، فأتاه فقال: سمعت بعضهم يقول: لقد حل دمه، فقال عثمان: " ما يحل دم مسلم إلا أن يكفر بعد